فقد استجابت فرق المنظمة في مايو/أيار لموجات العنف التي وقعت في القدس، حيث دعمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في تقييم مئات الجرحى الذين أصيبوا على يد الشرطة الإسرائيلية وتأمين استقرار حالتهم. كما تبرعنا بالإمدادات الطبيّة الأساسية لمستشفى المقاصد، وهو المركز الرئيسي لعلاج الإصابات البليغة الذي يستقبل ضحايا العنف.

وقد نفذ الجيش الإسرائيلي بين 10 و21 مايو/أيار حملةً عسكريةً في غزة أدت إلى مقتل أكثر من 250 شخصاً وجرح نحو 2,000 آخرين، في حين أفضت الصواريخ التي انطلقت من القطاع إلى مقتل 13 شخصاً وجرح 700 آخرين في إسرائيل. وقد كثّفت فرقنا المتواجدة في غزة أنشطتها في مستشفى العودة استجابةً لارتفاع أعداد الضحايا. إذ أجرينا خلال تلك الأيام العشر أكثر من 100 عملية جراحية لجرحى أصيبوا خلال الهجوم.

كذلك فإن زيادة أعداد المرضى الذين يعانون من إصابات مرتبطة بالنزاع دفعتنا إلى دعم السلطات الصحية، حيث أمّنا طواقم إضافية وإمدادات طبية وعملنا على تحسين إجراءات فرز المرضى في غرف الطوارئ في عددٍ من المستشفيات الرئيسية.

أما في مدينة الخليل، في الضفة الغربية، فقد عملت فرقنا على تدريب الأهالي على الإسعافات الأولية وتبرعت بالإمدادات الطبية لمرافق الرعاية الصحية العامة والتخصصية.

لكن لم تتوقف أنشطتنا على عمليات الاستجابة الطارئة هذه بل واصلنا أيضاً إدارة أنشطتنا طويلة الأمد في غزة، حيث أمّنت طواقمنا الرعاية الجراحية والتالية للجراحة إلى جانب الدعم النفسي الاجتماعي لمرضى الإصابات البليغة وضحايا الحروق في ثلاثة مستشفيات وخمس عيادات. هذا ولا تزال مشاريعنا المعنية بالصحة النفسية قائمة هي الأخرى في الضفة الغربية فتقدم خدماتها للناس في نابلس والخليل وقلقيلية. كما افتتحنا في عام 2021 عيادةً متنقلة للنساء والأطفال في المنطقة H2 التي يخضع أهلها للاحتلال الإسرائيلي الكامل ويعانون في ظل ظروف قسرية جداً، حيث نؤمن الاستشارات العامة وفحوصات التحري عن الأشخاص المصابين بسوء التغذية وندعم الصحة النفسية ونوفر خدمات الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية.